الأحد، 14 يونيو 2015
الأحد, يونيو 14, 2015

الحديث في عرب المعقل الجعفريين

الحديث في عرب المعقل:
الرد على الطاعنين في
نسب بني معقل بن موسى الهراج الجعفري الطيار
(معقل) هو من بني موسى الهراج بن محمد العالم بن الأمير جعفر السيد بن محمد الرئيس بن ابراهيم الاعرابي بن علي الزينبي بن بحر الجود عبدالله بن جعفر الطيار رضي الله عنه.
وعقب موسى الهراج يعرفون ببني الهراج ، وقد ذكر المؤرخون القدماء والحديثين عددا من الروايات حسب كل منهم ما يعرفه ويعلمه عن بني موسى الهراج وأعقابه ، واختلفت الآراء بين بعض المؤرخين وعلماء الانساب في حقيقة هذه النسبة الشريفة ، فكانت التناقضات فيما بين هؤلاء قد أفرزت العديد من المعلومات، منهم من استند الى الاثباتات ومنهم من توهم واعتقد واعتمد على الاهواء بلا أدلة ولا اثباتات حقيقية مقنعة وثابتة لا يختلف فيها أحد ، فجاء البعض ينتقد وينزه على خاطره وعلى اثباتات واهية وحجج غير معروفة لم يعتمدها العلماء لتفند وترد الانساب الصحيحة والحقيقية وتثبّبت وتدعم انساب دخيلة وهي منافية للواقع ومناقضة للحقيقة لتثبت اللصيق وتنفي الحقيق.
وقد تناقلت بعض المواقع الاليكترونية على شبكة الانترنت عن بعض ممن يدّعون العلم وانهم نسابين ومؤرخين يطعنون في نسبة بني معقل الهراج في بلاد المغرب وموريتانيا ، وعلم الانساب منهم براء.
ونحن هنا لا لاثبات النسب المعقلي الهراج، لانه ثابت ولا غبار عليه ، وانما للرد على المنزهين والمتقولين في هذا النسب الشريف وصد هؤلاء الذين يحاولون بشتى الطرق انكار ما هو ثابت اصلا ويعتمدون على آراء يعتبرونها قديمة وهي جديدة علينا في علم الانساب لم يتفق عليها العلماء بعد لانها لم يتم التحقق من صحتها بعد لمعرفة دقتها وصحتها وشهرة رواتها وموافقتها ودراستها لما لدى كبار علماء الانساب والمؤرخين القدماء والحديثين.
فقد توارد عدد من الكُتّاب من خلال تلك المواقع الالكترونية بالطعن في عقب معقل بن موسى الهراج ، ونرد عليهم بالبحث العلمي والتحقيق لا بالاعتماد على أقوال ضعيفة وترجيح الأقوال والاعتقادات كما سنرى.
المبحث الأول:
ونبدأ هنا بالتعريف بهؤلاء المؤرخين أو العلماء الذين يذكرهم هؤلاء المنزهين غير المعروفين بين العلماء إن كانوا من النسابة المحققين أو من غيرهم كالمزورين والطاعنين في الأنساب بلا تحقيق حقيقي معتمد علمياً وفقهيا بلا عنجهية أو تحيز وتزلف، ونبدأ بالتعريف بالعبيدلي :
من هو العبيدلي
العبيدلي الحقيقي هو النسابة شيخ الشرف أبو الحسن محمّد بن أبي جعفر العبيدلي الحسيني النسابة ، من شيوخ العمري صاحب المجدي ، وقد توفي العبيدلي هذا سنة 435 هـ ، وليس من ذكره هؤلاء المنزهين حيث يقولون أن العبيدلي الذي يعتمد فيه على تحقيقهم المذهل أنه (( النسابة الطالبي أبو الحسين محمد بن أبي جعفر العبيدلي المتوفى تقريبا سنة 437 هـ))
قد نقول ونفترض إنهما ربما هما نفس الشخص، ولكن هؤلاء الذيين ذكروا هذا العبيدلي لم يتحققوا من دقة معلومات العلامة العبيدلي المذكور فتجدهم يخطؤون باسمه وتاريخ وفاته بدون تدقيق وتمحيص وتاكد ، فيكف اذن يريدوننا أن نصدق ببساطة دقة (تحقيقهم المذهل) الركيك في نسب عرب المعقل الهراج ؟
فيقولون في تحقيقهم الألمعي ما يلي:
((التحقيق المذهل في نسب عرب المعقل : بعد تحقيق علماء الأنساب لنسب عرب بني معقل الذين ادعوا النسب الهاشمي و ارجاعهم لأصلهم العربي المذحجي - ((أقول هناك من يدعي فعلا هذا النسب المعقلي وهم معروفين ولكن ليس كل هذا النسب الحقيقي مردود وليس كل معقلي من بني معقل الهراج)) ارتأينا أن نزيد التحقيق بحجج أخرى تزيد من صلابة الحجج السابقة و تزيدها قوة إلى قوتها ليصبح الأمر يقينا جازما و قد اعتمدنا هذه المرة على ثلاث مخطوطات في أنساب الطالبيين و هي:
1- مخطوط الكتاب الكبير في الأنساب للنسابة الطالبي أبو الحسين ، (أقول: ذكرت سابقا وأوضحنا من هو العبيدلي النسابه ) محمد بن أبي جعفر العبيدلي المتوفى تقريبا سنة 437 هـ
2- و مخطوط أنساب آل أبي طالب للنسابة الطالبي أبو المعالي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسيني المتوفى على التحقيق سنة 473 هـ . (( أقول: لم نجد في بحوثنا اسما لهذا النسابة الطالبي ولم نرى شهرة لكتابه المذكور ، وإن كان حقيقة فهو يذكر ما يعلمه إن صح ذلك)).
3- و مخطوط الأنساب للنسابة العالم الثقة الفقيه أبو طالب ابن الحسين بن زيد بن محمد الزنجاني الحسيني الذي كان حيا سنة 668 هجري (( أقول: لم نجد في بحوثنا اسما لهذا النسابة الزنجاني ولم نرى شهرة لكتابه المذكور وإن كان حقيقة فهو يذكر ما يعلمه إن صح ذلك )).
ويقول: و ما اعتمادنا على هذه المخطوطات النفيسة إلا لأنها فصّلت (( أقول: لم نرى في تفصيل هذا العقب من الحقيقة شيء اذ لم تذكر كتب الانساب المعروفة لدينا شيئا مما أورده هؤلاء الباحثين الجدد من الاعقاب التي ربما تكون دخيلة على نسب الهراج حيث ينفي النسب الصحيح لبني معقل ويلصق أنساب دخيلة أخرى )) في عقب موسى الهراج رضي الله عنه و أكدت (( أقول: لماذا لم تؤكد كتب أخرى هذه الاعقاب ؟ )) انه ليس في عقب موسى الهراج و لا في عقب أحفاده من يسمى بمعقل فتأكد لدينا ما ذهب إليه العلامة السني ابن خلدون غمر الله قبره بالرحمات . (( أقول: ابن خلدون عالم اجتماع وليس عالم أنساب ولا يعول على رأيه واعتقاداته وظنونه في الانساب التي لم يذكر منها شيئا مؤكدا وكل أقواله وتناقلاته عبارة عن تكهنات وافتراضات غير مؤكدة التحقيق والتوثيق ونلاحظ ذلك من خلال سياق عباراته في ذكر الانساب ولا يخفى هذا على أي عالم ونسابة أو محقق، ومن فمه أدينه)).
يقول: كتبه مختصرا : الدكتور فلان بن فلان بالزرقاء الأردن، (وأقول: لم نرى أو نعلم شيئاً شخصية من هو هذا الباحث ولم نرى له شهرة في الاردن في علم الانساب ولم نجد له بحوثا محققة ووافيه حول ما ذكره سوى في موقع يسمى تنزيه الانساب الهاشمية على الانترنت ، وفيما يبدوا والله أعلم أنه ينقل عن غيره ويزج نفسه فيما ليس له به علم على حساب النسب الحقيقي لبني معقل والله العالم بالسرائر) وهذه فيما يذكر الباحث الدكتور صورة من مخطوط أبو الحسين العبيدلي و هذا تبييض محتواها.
((قال النسابة ابو الحسن محمد بن ابي جعفر العبيدلي في كتابه الكبير الانساب :
و اكثرهم بطوس و نيسابور و اما موسى الهراج فيقال لعقبه بني الهراج و اعقب الحسين و عبد الله وجعفرا و عباسا و محمدا و لا عقب له الا من هؤلاء و شبلا و عتبة ( في الكتاب عقبة ) درجا فاما الحسين فعقبه بالنهروان وهم قليل و اما عبد الله فعقبه ببادية المدينة و جعفر انقرض عقبه في جعفر بن محمد بن احمد بن جعفر بن موسى الهراج و اما عباس بن موسى الهراج فعقبه ببلد الاندلس و لاعلم لنا بهم و اما محمد بن موسى الهراج فعقبه بواسط و اما داود بن محمد بن جعفر الامير بن ابراهيم الاعرابي ..))
((أقول: ولنفرض أن هذا العبيدلي ذكر ما نراه سابقا من أعقاب لبني الهراج حيث لم يذكر من بينهم (معقل) فان هذا لا يدل على أن كل عقب موسى الهراج هم فقط من ذكرهم ، فكل كاتب ومؤرخ يذكر ما يعلمه في حينه ووقته ، ثم يظهر مؤرخ آخر على هذه الشاكلة ويذكر بدوره ما يعرفه مثل (معقل) ولا يعلم عن الباقين شيئاً وهذا متعارف عليه بين العلماء وهذا ليس دليلا أن بني معقل ليسوا من بني الهراج )).
يقول الباحث وغيره: وهذه صورة من مخطوط أنساب آل أبي طالب و هذا تبييض محتواها>
قال الشيخ النسابة أبو المعالي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسيني في كتابه أنساب آل أبي طالب : و أما محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي فله من العقب ستة : الحسن و لا عقب له و موسى و عيسى و إبراهيم و داود و إدريس و كلهم من أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم و لموسى وهو الهزاج محمد و عباس و جعفر و عتيبة و قيل عتبة و لاعقب له بإجماع النسابين و لمحمد بن موسى الهزاج ولد واحد وهو الحسين و عقبه بخوزستان وواسط و لعباس بن موسى الهزاج عقبين بلا خلاف الحسن الأعرج و ثابت و عقبهما بالأندلس و فيهم بقية بالديلم و لجعفر بن موسى الهزاج عقبين صالح انقرض و أحمد و في عقبه خلاف وهم بواسط و المدائن و أما عيسى بن محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي فله من العقب .
((أقول : من أين له اجماع النسابين والذين يذكرهم ثلاثة ؟ بعدم وجود معقل ووجود ما ذكره من الاولاد هؤلاء ، انه يعكس الحقائق ويجمل اللصائق، فقد ذكر مخطوط الروض المعطار (ولموسى الهراج عقب يعرفون بذلك ، ولم يذكر أبناءه المعقبين وغير المعقبين واكتفى بأن له عقب كما ذكر كثير من المؤرخين هذا النص)) وكذلك ((على سبيل الافتراض والتسليم أن هؤلاء المذكورين من بني معقل فأين السند والدليل على وجودهم وأسماء أعقابهم ؟ وأين المراجع التي تذكر ذلك ؟ ، إن مراجعنا موثقة ومراجعهم ليست كذلك ، ولدينا توثيق في الاعقاب وليس لديهم ذلك، لدينا إجماع النسابة والوثائق وليس لديهم ذلك)).
ثم يقول هؤلاء الكُتّاب والمنزهين : وهذه صورة من مخطوط الزنجاني و هذا تبيض المحتوى .
قال أبو طالب ابن الحسين بن زيد بن محمد الزنجاني الحسيني في كتابه الأنساب : وهم باليمامة و فرغانة و بلد الصغد و محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد بن علي الزينبي أعقب من خمسة رجال : موسى و عيسى و داود إبراهيم و إدريس فاعقب موسى في الحسين و محمد و عبد الله و جعفر و شبل لا عقب له و للحسين بن موسى علي و الحسن و هم بالنهروان و جالولاء و لمحمد بن موسى الحسين و ثابت ولم يعقب إلا الحسين و عقبه قليل وهم بواسط و صرصر و لعبد الله بن موسى عباس وهم بالحجاز و عقب جعفر بن موسى في رجل واحد وهو أحمد وهم بالمدائن و عيسى بن محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي .....
((أقول : ( أنه حتى هؤلاء النسابين الثلاثة لم يتفقوا كما نرى على دقة أسماء هؤلاء المذكورين أو حتى أماكن تواجدهم ، فنرى أن العبيدلي يقول: ((اما موسى الهراج فيقال لعقبه بني الهراج و اعقب: الحسين و عبد الله وجعفرا و عباسا و محمدا و لا عقب له الا من هؤلاء و شبلا و عتبة ( في الكتاب عقبة ) درجا فاما الحسين فعقبه بالنهروان وهم قليل و اما عبد الله فعقبه ببادية المدينة و جعفر انقرض عقبه في جعفر بن محمد بن احمد بن جعفر بن موسى الهراج و اما عباس بن موسى الهراج فعقبه ببلد الاندلس و لاعلم لنا بهم و اما محمد بن موسى الهراج فعقبه بواسط و اما داود بن محمد بن جعفر الامير بن ابراهيم الاعرابي)) ، أما أبو المعالي فيقول: ((و أما محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي فله من العقب ستة : الحسن و لا عقب له و موسى و عيسى و إبراهيم و داود و إدريس و كلهم من أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم و لموسى وهو الهزاج محمد و عباس و جعفر و عتيبة و قيل عتبة و لاعقب له بإجماع النسابين و لمحمد بن موسى الهزاج ولد واحد وهو الحسين و عقبه بخوزستان وواسط و لعباس بن موسى الهزاج عقبين بلا خلاف الحسن الأعرج و ثابت و عقبهما بالأندلس و فيهم بقية بالديلم و لجعفر بن موسى الهزاج عقبين صالح انقرض و أحمد و في عقبه خلاف وهم بواسط و المدائن)) ، وأما الزنجاني فيقول: ((وهم باليمامة و فرغانة و بلد الصغد و محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد بن علي الزينبي أعقب من خمسة رجال : موسى و عيسى و داود إبراهيم و إدريس فاعقب موسى في الحسين و محمد و عبد الله و جعفر و شبل لا عقب له و للحسين بن موسى علي و الحسن و هم بالنهروان و جالولاء و لمحمد بن موسى الحسين و ثابت ولم يعقب إلا الحسين و عقبه قليل وهم بواسط و صرصر و لعبد الله بن موسى عباس وهم بالحجاز و عقب جعفر بن موسى في رجل واحد وهو أحمد وهم بالمدائن)) .
((أقول: العبيدلي ذكر الحسين وعبدالله وجعفر وعباس ومحمد وشبل وعتبة ، وأبو المعالي ذكر محمد وعباس وجعفر وعتيبة وقيل عتبة والحسين ، والزنجاني ذكر الحسين ومحمد وعبدالله وجعفر وشبل ، فقد اختلف هؤلاء الثلاثة في عتبة منهم من ذكره عتيبة ومنهم من لم يذكره أصلاً ، وهذا يعيدنا لما ذكرناه سابقا أن كل واحد يذكر ما يعلمه ، فيقول العبيدلي : الحسين عقبه بالنهروان، بينما ابو المعالي يقول الهزاج وليس الهراج و ان عقب الحسين بخوزستان، أما الزنجاني فيقول أنهم في النهروان و جالولاء. أما عبدالله فيقول العبيدلي ان عقبه ببادية المدينة بينما ابو المعالي لم يذكر شيئا واما الزنجاني فيقول انهم بالحجاز. اما عباس فيقول العبيدلي انهم ببلاد الاندلس ، وابو المعالي يقول انهم بالاندلس والديلم بينما الزنجاني يناقض سابقيه ويقول انهم بالحجاز . اما جعفر فيقول العبيدلي انه انقرض بينما ابو المعالي يقول له عقبين صالح انقرض واحمد بالحجاز ، اما الزنجاني فيقول ان احمد بالمدائن. اما محمد فيقول العبيدلي انهم بواسط ، وابو المعالي فلم نرى له قولا ، اما الزنجاني فيقول عقبه قليل بواسط وصرصر .. وهكذا دواليك ، ونحن هنا لا نطعن في هؤلاء العلماء بل اننا نثبت بالدليل انهم يذكرون ما يعلمون وفي كلامهم بعض الاختلافات . فكيف بنا نقول انهم لم يعلموا مع تلك الاختلافات بوجود معقل المعقب وقد يكون مثلا أصغر إخوته المنقرضون؟ ولا احد يعلم عنه شيئا بسبب هجرته من بلده الى بلاد المغرب وتناسلت ذريته هناك ولم تعرف اعقابه الا حينما حصل خلاف بين العلماء عند حصر اعقاب موسى الهراج ، فظهر بني معقل الحقيقيين وغير الحقيقيين ، والحقيقيين اثبتتهم بعض المراجع وانكرتهم غيرها كابن خلدون بدون اثبات ودليل بل بالتكهن والاعتقاد نسبهم الى اليمن الى غير أصلهم ، وبذلك فليس كل معقلي من بني معقل بن موسى الهراج ومن ذكر غير ذلك فهو دعي )).
المبحث الثاني:
يقول هؤلاء المنزهين في بحثهم (المذهل في عرب المعقل) ما يلي :
الحمض النووي يكشف نسب عرب المعقل
قال العلامة عبد الرحمن بن محمد بن محمد ابن خلدون ( 732 هـ - 808 هـ ) في تاريخه : " وكانت رياسة الاسلام في كلب لبنى بحدل هؤلاء ومن عقبهم بنو منقذ ملوك شيزر ومن بنى زهير بن جناب حنظلة بن صفوان بن توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن هرير بن أبى جابر بن زهير ولى افريقية لهشام ومن عليم بن جناب بنو معقل وربما يقال ان عرب المعقل الذين بالمغرب الاقصى لهذا العهد وفي زمانه ينتسبون فيهم "
و قال كذلك : " ثم صار الامر لهذا العهد إلى الاعاجم شأن النواحى كلها بالمشرق ثم من بطون الحرث بن كعب بنو معقل وهو ربيعة بن الحرث بن كعب وقد يقال ان المعقل الذين هم بالمغرب الاقصى لهذا العهد انما هم من هذا البطن وليسوا من معقل بن كعب القضاعيين ويؤيد هذا أن هؤلاء المعقل جميعا ينتسبون إلى ربيعة وربيعة اسم معقل هذا كما رأيت والله تعالى أعلم ".
((أقول : انظر لقول ابن خلدون واعتقاده وتظننه بقوله : (وربما يقال) – و (وقد يقال )! ، والله هذا شيء عجيب، أهذا هو التحقيق المذهل الذي يذكره هؤلاء الباحثين؟ إن هذا هو الظن والاعتقاد بعينه لانه لا دليل على قول ابن خلدون غير هذا ، فاعتقاد وظن إبن خلدون واضح في كلامه بنفسه ، فكيف يعتبرون أن هذا ال - ربما و يقال و قد يقال - دليل؟).
قال: وقال كذلك : " وكان دخولهم إلى المغرب مع الهلاليين في عدد قليل يقال انهم لم يبلغوا المائتين واعترضهم بنو سليم فأعجزوهم وتحيزوا إلى الهلاليين منذ عهد قديم ونزلوا بآخر مواطنهم مما يلى ملوية ورمال تافيلالت وجاوروا زناتة في القفار والقريبة فعفوا وكثروا وأسروا في صحارى المغرب الاقصى فعمروا رماله وتغلبوا في فيافيه وكانوا هناك احلا فالزناتة أيامهم وبقى منهم بافريقية جمع قليل اندرجوا في جملة بنى كعب بن سليم وداخلوهم حتى كانوا وزراء لهم في الاستخدام للسلطان واستئلاف العرب فلما ملكت زناتة بلاد المغرب ودخلوا إلى الامصار والمدن قام هؤلاء المعقل في القفار وتفردوا في البيداء فنموا نموا لا كفاء له وملكوا قصور الصحراء التى اختطها زناتة بالقفر مثل قصور السوس غربا ثم توات ثم جودة ثم تامنطيت ثم واركلان ثم تاسبيبت ثم تبكورارين شرقا وكل واحد من هذه وطن منفرد يشتمل على قصور عديدة ذات نخيل وانهار وأكثر سكانها من زناتة وبينهم فتن وحروب على رياستها فجاز عرب المعقل هؤلاء الاوطان في مجالاتهم ووضعوا عليها الاتاوات والضرائب وصارت لهم جباية يعتدون فيها ملكا وكانوا من تلك السالفة يعطون الصدقات لملوك زناتة ويأخذونهم بالدماء والصوائل ويسمونها جمل الرحيل وكان لهم الخيار في تعيينها ولم يكن هؤلاء العرب يستحمون من أطراف المغرب وحلوله حمى ولا يعرضون لسابلة سلجماسة ولا غيرها من بلاد السودان باذية ولا مكروه لما كان بالمغرب من اعتزاز الدين وسد الثغور وكثرة الحامية أيام الموحدين وزناتة بعدهم وكان لهم بازاء ذلك أقطاع من الدول يمدون إلى أخذه إليه السفلى وفيهم من مسلم سعيد بن رياح والعمور من الاثبج وعددهم كما قلنا قليل وانما كثروا بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم فان فيهم من فزارة ومن أشجع أحياء كبيرة وفيهم الشظة من كرفة والمهاية من عياض والشعراء من حصين والصباح من الاخضر ومن بنى سليم وغيرهم (وأما انسابهم عند الجمهور) فخفية ومجهولة وسلافة العرب من هلال يعدونهم من بطون هلال وهو غير صحيح وهم يزعمون أن نسبهم في أهل البيت إلى جعفر بن أبى طالب وليس ذلك أيضا بصحيح لان الطالبيين والهاشميين لم يكونوا أهل بادية ونجعة والصحيح والله أعلم من أمرهم انهم من عرب اليمن. - ((أقول : أين دليله على اعتقاده وظنونه في ذلك؟ أبعد كل ما يعتقده ينعتهم بأنهم يزعمون ؟ بل إن هذا دليل ضده ليؤكد أنهم معقلين ، وليس كل معقلي من بني معقل))- فان فيهم بطنين يسمى كل واحد منهما بالمعقل ذكرهما ابن الكلبى وغيره فأحدهما من قضاعة بن مالك بن حمير وهو معقل بن كعب بن غليم بن خباب بن عبدالله بن كناتة بن بكر ابن عوف بن عذرة بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة والاخر من بنى الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج واسمه مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زير بن كهلان وهو معقل واسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث والانسب أن يكونوا من هذا البطن الآخر الذى من مذحج كان اسمه ربيعة وقد عده الاخباريون في بطون هلال الداخلين إلى افريقية لان مواطن بنى الحرث بن كعب قريب من البحرين حيث كان هؤلاء العرب مع العراقة قبل دخولهم إلى افريقية ويؤيده ان ابن سعيد لما ذكر مذحج وأنهم بجهات الجبال من اليمن وذكر من بطونهم زبيد ومراد ثم قال وبافريقية منهم فرقة وبرية ترتحل وتنزل وهؤلاء الذين ذكر انما هو المعقل الذين هم بافريقية وهم فرقة من هؤلاء الذين بالمغرب الاقصى (ومن املاء نسابتهم) أن معقل جدهم له من الولد سحير ومحمد فولد سحير عبيد الله وثعلب فمن عبيد الله ذوى عبيد الله البطن الكبير منهم ومن ثعلب الثعالبة الذين كانوا ببسيط متيجة من نواحى الجزائر وولد محمد مختار ومنصور وجلال وسالم وعثمان فولد مختار بن محمد حسان وشبانة فمن حسان ذوى حسان البطن المذكور أهل السوس الاقصى ومن شبانة الشبانات جيرانهم هنالك ومن جلال وسالم وعثمان الرقيطات بادية لذوى حسان ينتجعون معهم وولد منصور بن محمد حسين وأبو الحسين وعمران وشب يقال لهم جميعا ذوى منصور وهو أحد بطونهم الثلاثة المذكورة والله سبحانه وتعالى اعلم بغيبه وأحكم حسان ب - ن مختار ب - ن محمد ب - بن معقل شبانة روح محمد بن عثمان على جلال ثعلب بن سجير عبيد الله حسين ب - ن منصور مبنا أبو الخير عمران سالم وهم بطنان الهراج والخراج فالخراج من ولد فراج بن مطرف بن عبيد الله ورياستهم في أولاد عبد الملك وفرج بن على بن أبى الريش بن نهار بن عثمان بن خراج لاولاد عيسى بن عبد الملك ويعقوب بن عبد الملك ويغمور بن عبد الملك وكان يعقوب بن يغمور شيخهم لعهد السلطان أبى الحسن ولما تغلب على تلمسان استخدم له عبيد الله هؤلاء وكان يحيى بن العز من رجالة بنى يرناس أهل الجبل المطل على وجدة وكان له قدم في خدمة الدول فاتصل بالسلطان أبى الحسن ورغبه في ملك قصور هذه الصحراء فبعثه مع هؤلاء العرب في عسكر ودخل معهم إلى الصحراء وملك تلك القصور واستولى عليها وأسف عبيد الله بانتزاع أملاكهم وسوء المعاملة لهم فوثبوا به وقتلوه في خبائه وانتهبوا عسكر السلطان الذين معه ونقضوا الطاعة وفر يعقوب بن يغمور فلم يزل شريدا بالصحراء سائر أيامه ورجع بعد ذلك ثم عادت دولة بنى عبد الواد فصدوا في ولايتها فلم يزل على ذلك وخلفه ابنه طلحة وكان أيام خلاف يعقوب وانتقاضه رأس على الخراج من أهل بيته منصور بن يعقوب بن عبد الملك وابنه رحوا من بعده وجاء أبو حمراء فكان له في خدمته ومخالطته قدم فقدمه شيخا عليهم فرياستهم لهذا العهد منقسمة بين رحو بن منصور بن يعقوب بن عبد الملك وبين طلحة بن يعقوب المذكور آنفا وربما نازعه ولهم بطون كثيرة فمنهم الجعاونة من جعوان بن خراج والغسل من غاسل بن خراج والمطارفة من مطرف بن خراح والمهايا من عثمان بن خراج وفيهم رياستهم كما قلناه ومعه الناجعة يسمون بالمهايا ينسبون تارة إلى المهايا بن عياض وقدمنا ذكرهم وتارة انى مهايا بن مطرف وأما الهراج فمن ولد الهراج بن مهدى بن محمد بن عبيد الله ومواطنهم في ناحية المغرب "
ويكمل الباحث قوله : نلخص فيما سبق أن نسب عرب المعقل اختلف فيه في أقوال أهمها :
1-انهم من بني هلال و هذا قول نسابة بني هلال فهم يعدونهم منهم .
2- أنهم من بني مذحج القحطانيين وهو قول العلامة ابن خلدون .
3-أن عوامهم يزعمون انهم من بني جعفر الطيار و هذا يحتاج على دليل وهو منعدم تماما – كما يقول الباحث.
4-أن أنسابهم عند جمهور علماء النسب في عصورهم خفية و مجهولة
ذكر كذلك أن من بين بطونهم بطنان :
1-بني الهراج .
2-بني الخراج .
إذا قرأنا جيدا كلام العلامة ابن خلدون وهو البصير بالقوم نجد أن كلامه في غاية القوة للأدلة الآتية ((أقول : بقوة الظن والاعتقاد !! يا سبحان الله)) :
1-في عهد بني مرين كان لبني هاشم مزيد من التوقير و الاحترام و التبجيل و قد عرف الأشراف الحسنيين و الحسينيين من أدارسة و سليمانيين و باقي الحسنيين بل حتى بعض العباسيين أحفاد قاضي قرطبة العباسي عرفوا هذه الامتيازات من قبل ملوك بني مرين و لم يحصل هذا لعرب المعقل لماذا : لأنه و ببساطة لم يكن عرب المعقل عند بني مرين و علماء عصرهم من بني هاشم .
2-أن ابن خلدون عاصر القوم و معروف عنه دفاعه المستميت عن الأشراف الأدارسة في المغرب و أيضا الأشراف القتادات في المشرق فكيف ينكر شرف عرب المعقل إلى بني هاشم .
3-أن النسابة الذين سبقوا ابن خلدون لم يثبت عنهم أنهم أدخلوا عرب المعقل في بني هاشم أو نسبوهم لهم .
4-أن عرب بني هلال و هم الغيورين على أنسابهم من الدخلاء أدخلوا عرب المعقل فيهم .
5-أن علماء هذا البيت المعقلي اختلفوا في أقوال عديدة في أنسابهم :
أ‌- غالب العلماء قبل القرن 9 يقولون بانتسابهم للمقداد بن الاسود الذي لم يكن له عقب .
ب‌- بعد القرن 9 اختلفوا في قولين : قول بقي على انتسابه للمقداد و قول انتسبوا إلى أبي بكر الصديق .
ت‌- ابتداء من سنة 1122هـ ظهرت دعوى انتسابهم لجعفر الطيار من الشيخ الفقيه مصطفى العربي و كانت الأولى ثم بعده في سنة 1310 هـ قال بهذا القول الشيخ الناصري صاحب كتاب الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى .
في هذه الأمواج العاتية لهذه الأقوال جاء علم الحمض النووي ووضع حدا لهذا الاختلاف و هذا بظهور 4 عينات لعرب المعقل الأولى : نتيجة عريبية من أولاد عريب M7098 و هي أقرب إلى العينتين الهمدانية و الكهلانية 193328 و 193338 و الأخرى حسانية تحمل رقم 171795 و هي أقرب إلى البربر و أما العينتان الصحيحتان الصريحتان فهم الباقيتين وهما للاولاد دليم وهم من صريح قبائل المعقل و هما تحت رقم 240458 و 241960 وهما ذات موروث يماني في بن الحارث بن كعب كما ذكر العلامة ابن خلدون .و جينيا هي نهدية الطابع قضاعية قرب شبابة النهدية و متحورة بنسبة 99 في المائة و قد تم التكتيم عنها لأنها لا تخدم أجندة من ينسبون عرب المعقل إلى الجعافرة الطيارين .
(( أقول :
أولا : ( أنه حتى هذه اللحظة في إعداد هذا البحث لم يتم بعد إثبات الحمض النووي في الانساب أو اعتماده شرعيا في ذلك ، فعلى الرغم من الاختلافات الكثيرة والعينات والتحورات والنتائج فانها كلها لم تثبت شيئا بعد ، فأغلبها عبارة عن تكهنات في المقارنات بين النتائج وما يقارن به كاصل نسبي، ولو كان ذلك صحيحا لأخذوا عينات مثلا من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عينته أساسا للهاشميين ، وكذلك العباس وجعفر الطيار وعلي بن ابي طالب والحسن والحسين ، ثم يتم مقارنة عينات الناس الفاحصين بعينات الصحابة الهاشميين المذكورين ! وبذلك يتم فقط قبول صحة إثبات نتائج الحمض النووي بالانتساب لبني هاشم أم لا ! ولا جدال في كلامي هذا أبداً ، علما أنني مع أن يكون الحمض النووي دليلا واثباتا في اثبات الانساب او نفيها إلا أنه لم يكتمل هذا البحث الطبي الهام ولم يصل بعد أو يرتقي ويتطور لهذه الدرجة المتكاملة التي يتوهمون في اثبات الانساب بعد، ولا دليل لدى من يدعون ذلك).
واثباتنا ودليلنا على هذا الكلام ما يقوله الصادقين المختصين في علم الجينات والحمض النووي حيث يمكن مراجعة كل المختصين هؤلاء والتزود بكلامهم العلمي الحقيقي وليس بكلام المتقولين والمعتمدين على أقوال ليست دقيقة كمن يمسك الخيط من طرفه وكانه ملك الدنيا بما فيها وهي في الواقع هباءاً منثورا.
ثانيا : هذا بحثٌ لنا قد بيّناه في كتابنا ( طبقات الانساب في نسب آل البيت الهاشمي المجلد الأول ص431-432-433) واوضحنا فيه اختلاف العلماء والمؤرخين في عدد من تسمى باسم محمد العالم وكيف أن لكل واحد منهم ولد اسمه موسى، وكيف اختلط الامر بين هؤلاء المؤرخين فاصبح كل منهم ينسب محمد العالم كما يعلم فاصبحوا أربعة اشخاص يتشابه اسماء ابناءهم ، ولنطلع على تفاصل هذا البحث لنرى كم من الأخطاء التاريخية ترتكب عن غير قصد فتصبح الانساب معرضة للطعن المذهل فيها.
السيد الشريف محمد العالم المحدث بن اسماعيل
هو محمد الأكبر العالم (1) المحدث الشعراني بن اسماعيل بن الأمير جعفر السيد بن ابراهيم الاعرابي بن ابو جعفر محمد الإريس الجواد بن علي الزينبي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طـالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي.
وكان عالماً محدثاً روى و رُوي عنه، وقد أعقب أربعة أولاد برواية الزبيدي في الروض المعطار، وسبعة برواية ابن عنبة في عمدة الطالب، وتسعة برواية النجفي في بحر الأنساب المشجر الكشاف، وهم : موسى ويلقب "بالهراج" ويعرف بنيه "ببني الهراج" ، وعيسى وله أعقاب في الحجاز ويلقب ذنب الفرس له خمسة من العقب، وصالح عقبه بالحجاز من ولده تسعة رجال منهم : اسحق له عقب، حمزة له عقب وعدد ، الأمير داود وله أولاد وبقية، موسى له عقب فيهم كثرة، محمد له عدد. وهذا السياق يوافق عقب محمد العالم بن جعفر السيد في كتاب العمدة لابن عنبة الذي ذكر أيضاً محمدا العالم بن اسماعيل الآتي، ومشجرة الطالبية للفخر الرازي ، وفي كليهما تتشابه أسماء أعقابهم التي ربما اختلط الأمر على العلامة الزبيدي فتداخلت الاسماء فيما بينها في الروض كما في المشجر الكشاف، وفي هذا نظر سأبينه إن شاء الله .
أما في عمدة الطالب:- فقد ذكر محمد العالم الشعراني بن اسماعيل بن جعفر الذي اتصل عقبه من سبعة رجال، وأولاده الذين ذكرهم : علي، موسى، عبيدالله، أحمد المدني، عبدالعزيز، يحيى، وعبدالله. أما محمد العالم بن الأمير جعفر السيد فأولاده في العمدة هم: داود وإبراهيم وإدريس وعيسى وصالح وموسى، وأعقبوا جميعاً.
نرى مما سبق أن الروض المعطار ذكر لمحمد العالم أربعة رجال (ومحمد هذا هو ابن الأمير جعفر)، أما العمدة فذكر لمحمد العالم الشعراني ابن اسماعيل سبعة رجال، أما المشجر الكشاف فوافق رواية الزبيدي في الروض لكنه ذكر تسعة رجال. وأما عند رجوعنا الى الفخر الرازي في مشجرة الطالبية فذكر لمحمد العالم بن جعفر خمسة هم: داود، وإدريس، وعيسى، وإبراهيم،أمهم زينب بنت موسى الجون، وصالح، وهنا حصل الخلط فقال: وكان له ابن آخر) موسى الهراج)، قيل : له عقب يعرفون بـ"بني الهراج"، وهنا وافق العمدة وحصل الخلط في عقب محمد العالم الشعراني بن اسماعيل الذي ذكر له خمسة أيضاً هم : عبد الله، وله أعقاب كثيرة بالموصل وغيرها، وعبدالعزيز بمصر، وأحمد بالبصرة، وموسى له عقب كثير منهم بالموصل، وعبد الله وقيل: اسمه عبيد الله، وله عقب قليل.
وخلاصة ذلك أن: 1- محمد العالم بن الأمير جعفر السيد له عقب من ستة رجال ذكرناهم سابقاً ، 2- محمد العالم الأكبر الشعراني بن إسماعيل بن الأمير جعفر السيد وله عقب ، وأسماء أعقابهما في بعضهم تشابه مع أسماء ولد عمه محمد العالم بن الأمير جعفر ، وهذا أدى إلى اختلاط الأمر عند العلماء عفا الله عنهم حيث حصل بسببه اختلاف الآراء فيما بينهم، أما الزبيدي في الروض المعطار قال أنه كتب ذلك على استعجال، لكن التأني وتحري الصواب أولى من الاستعجال الذي يوقع صاحبه في الخطأ غير المتعمد ويكون موضع انتقاد أصحاب العلم ويضر بأصحاب النسب المنسوبين ويضعهم موضع الغمز واللمز في نسبهم لاسمح الله.
والشكل المرفق يبين تحليل وتفصيل عقب كل من محمد العالم بن الأمير جعفر ، ومحمد العالم الأكبر الشعراني بن إسماعيل بن الأمير جعفر، ومحمد العالم بن علي الزينبي كما ورد عن الزبيدي وبحر الأنساب خطأ، فلاحظ الفروق بينهم من حيث الآباء والأبناء، والتشابه فيما بينهم سبب اختلاط الأمر بين العلماء، مع أن الفرق واضح جلي لا شيء عليه !.
ثالثاً : ما نعلمه وذكرته بعض المصادر أن من بني موسى الهراج : معقل ، ولم تورد تلك المصادر أسماء أخوة معقل الذين يذكرهم الباحثين المذكورين سابقا ، أما الطاعنين فينفون معقل (المتفق عليه بين جمهور العلماء) ويذكرون اسماء أخرى لموسى لم تذكرها المصادر التي نعرفها (وهي غير معلومة أو موثقة عند العلماء ، ولم يعلم عنها جمهور العلماء غير هؤلاء المكتشفين الجدد الطاعنين في الانساب)، وهذه ليست حجة لهم بأنهم يعرفون ما لا نعرف ، بل الحجة عليهم بأن نسألهم عن توثيق ومصداقية ما نقلوا عنه من معلومات لم يتم توثيقها من المعنيين والمعتنين حقا بأمور الانساب المعتبرة إذ لا تعتبر بعد دقيقة او صحيحة مقابل ما نعتبره نحن هو الدقيق والموثق والمعتمد ، وأنهم اعتبروا أن معلوماتهم هم صحيحة وطعنوا فيما اتفق عليه كبار العلماء ـ فالطاعنين هم صادقين! وجمهور العلماء كاذبين! ـ هكذا في نظرهم وعرفهم ! ، ولنا أن نسألهم : لماذا ظهرت هذه الوثائق الآن بعد 1400سنة ولم تظهر سابقا أو يعلم عنها المؤرخين والنسابة عبر التاريخ؟ إنهم فقط يتشدقون بحب الطعن بالانساب حبا بالظهور لفرض أنفسهم الفقيرة بأصول علم الانساب و يطعنون بما اتفق عليه العلماء عبر التاريخ ويستشهدون بمن ليس لهم في علم النسب إلا الظن والتكهن والاعتقاد والاحتمال كما أوضحت سابقا بالكلمات التي تحتها خط ، على أمل أنهم يقولون كلمة حق إلا أنها يراد بها باطل، فتأمل يارعاك الله.
رابعاً : الفخر الرازي في الشجرة المباركة في انساب الطالبية ذكر : (أما محمد بن جعفر الأمير ابن إبراهيم الأعرابي، فله من المعقبين خمسة: داود، وإدريس، وعيسى، وإبراهيم، أمهم زينب بنت موسى الجون. وصالح. وكان له ابن آخر موسى الهراج، قيل: له عقب يعرفون بـ(بني الهراج) واكتفى بذلك بما يعلمه. اما الامام الزبيدي في الروض المعطار فلم يذكر أولادا لموسى الهراج ربما لعدم معرفته بهم فهم بلاد المغرب واخبارهم مقطوعة وهم أعلم بأنفسهم. وهكذا أيضا الامام النجفي لم يذكر أبناء موسى في بحر الانساب المشجر الكشاف فربما لا يعلم عنهم شيئا أيضاً ، فهم في بلاد المغرب وأخبارهم مقطوعة فمن مصداقيتهم أنهم لم يذكروا شيئا لا يعلموه . وهكذا كل من العلماء والمؤرخين ذكرون ما يعلمون بكل مصداقية وشفافية لا بظن ولا باعتقاد كابن خلدون وغيره.
أما الامام شهاب الدين أبي العباس احمد بن خالد الناصري الجعفري الطيار صاحب طلعة المشتري فهو إمام علَم مشهور بالعلم والصدق وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري والمتوفي سنة1315هـ ، وقد ترك ثروة علمية كبيرة، تتمثل في مؤلفاته العديدة التي تشهد له بالعلم الوافر، والضبط والإتقان ، وقد ذكر من الجعفريين، الشبانات: وهم من عرب معقل ، ويذكرون أيضا بين قبائل خوارة التي هي بني جرار الذين تفرقوا بن الصحراء مسقط رأسهم وبين سوس حيث الحدود في عهد السعدين فهو إذن هوراة اليوم وهم شرفاء علميون يعرفون بالجعفريين قديما (ذكره الفضيلي في الدرر البهية ج1 ص 142) ، وينتمون إلى مكان بقبيلة المنابهة إزاء تارودانت، ويوجد جعافرة في سوس بنواحي (أقا) و (إيربن) و (أزاغار) و (ماسة) و (تيلكات) وردوا كلهم من مساكن اخوانهم الصحراويين الذين يكثرون بين قبائل الصحراء وقد أطال سيدي أحمد بن خالد الناصري في طلعة المشتري في النسب الجعفري في تعقيبه على ما زعمه ابن خلدون من عدم وجود الجعفريين في المغرب صحراء وحضرا (ذكره المختار السوسي في المعسول ج16 ص 151) .
واما الامام محمد صالح بن عبدالوهاب العياشي الناصري الولاتي صاحب كتاب الحسوة البيسانية في علم الانساب الحسانية، و محمد المختار ابن الفقيه يحي الولاتي صاحب موسوعة موريتانيا، وحسن الوزان صاحب كتاب " وصف افريقيا" و غيرهم كثير من المؤرخون الاوربيون ممن ذكر قبيلة الدليم الجعافرة في حوليات تاريخ المقاومة التي صدت التوسع الاستعماري الفرنسي والاسباني في شمال افريقيا ، و قد اوردوا وتوسعوا في عرب المعقل والحسانيين في المغرب وموريتانيا وغيرها . وليس كل معقلي من بني معقل الجعافرة الطيارين. وإضافة لكل ما ذكرنا سابقا نقول أن مكة ادرى بشعابها، فنحن الجعافرة الطيارين وبناء على ما نعلم من أبناء عمومتنا في شتى بلدان العالم نقرر من هو منتمي لنا وشجرة أنسابنا، ومجلس نسابي الجعافرة الطيارين له القول الفصل في من يدعي انتسابه لآل جعفر الطيار من كل بقاع الأرض، ونسابي الجعافرة الطيارين أوضح وأصدق دلالة بقبول من ينتمي لهم من بني معقل الهراج وليس هؤلاء المنزهين الجدد والطاعنين بغرض إشهار أنفسهم من غير علم ، ولن نسمح لأيٍ كان منهم بالتدخل في علم الأنساب الجعافرة الطيارين ، فأنسابنا مضبوطة وعلمائنا من أوثق من يتمسك بالكتاب والسنة والحقائق البديهة بالبحث والتحقيق والدراسة والمعاينة والتوثيق بدون الخروج عن الحق والفضيلة ، وكل من تفرعات أنساب الجعافرة الطيارين في كل بقاع الأرض معروفة ولا تحتاج لمنزهين يخرجون إلينا بين الفينة والأخرى ببحوث مذهلة على رأيهم للعبث بأنساب آل جعفر الطيار على أهوائهم وظنونهم واعتقاداتهم الباطلة.
والحديث في هذا الموضوع يطول شرحه ، فقد دخل في عرب المعقل العديد من العشائر الأخرى ناسبين أنفسهم الى جعفر الطيار وهم غير ذلك وأمرهم معروف لدينا ولدى العلماء بانتسابهم للبربر وغيرهم .
وفي نهاية موضوع شرحنا في عقب بني معقل بن موسى الهراج الذي اختصرناه في هذه السطور التي توضح انتماء ونسب بني معقل الهراج الحقيقية وليس كما يدعي هؤلاء المكتشفين لحقائق مزيفة يراد بها باطل ، ونرجو الله تعالى أن ينصف الحق ويزهق الباطل ويرد كيد الكائدين الى نحورهم ويظهر الحق بانتساب المعقليين وشهرتهم الواضحة عبر التاريخ وينصفهم لما هو حقٌ لهم ويعيننا على هؤلاء المزيفين المدلسين وإنما الأجر على الله وحده وهي أمانة نستودعها بين يديه وهو المحاسب يوم الحساب الأكبر ، وصلى الله على سيدنا وقدوتنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(1) ذكرته كتب الأنساب مثل بحر الأنساب المشجر الكشاف في رواية أنه ابن علي الزينبي عن رواية الامام الزبيدي، والواقع ماروته جميع المصادر وكتب الانساب انه ابن اسماعيل بن الامير جعفر، وهذا المتفق عليه عند العلماء
الأمانة العامة للسادة الأشراف آل الجعفريين الهاشميين
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق