الأحد، 14 يونيو 2015
الأحد, يونيو 14, 2015

جعفرية بني حسان

من كتاب المختار بن حامد .. حياة موريتانيا .. الحياة الجغرافية .. نسب بني حسان
قال ابن خلدون في صـــــ59 من جــ6 من كتاب العبر عند الكلام عن عرب المعقل ما نصه ((وهم يزعمون أن نسبهم في أهل البيت إلى جعفر الطيار بن أبي طالب وليس ذلك بصحيح لأن الطالبيين والهاشميين لم يكونوا أهل بادية ونجعة والصحيح أنهم من عرب اليمن فإن فيهم بطنين يسمى كل منهما بمعقل أحدهما من قضاعة وهو معقل بن يسار بن سليم والآخر من بني الحارث بن كعب . قال والأنسب أن يكونوا من هذا الأخير ) انتهى المراد من كلامه إلا أن قوله (( لم يكونوا أهل بادية ونجعة )) قد يعارضه قوله في صــــــ5 من الجزء المذكور عند الكلام على جهينة إحدى بطون قضاعة ما لفظه ( ملأوا تلك القفار ونزل معهم في تلك المواطن من أسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبي طالب حين غلبهم بنو الحسن بني علي على نواحي المدينة وأخرجوهم فهم يعرفون بالشرفاء الجعافرة ) انتهى المراد من كلامه ومن معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة ما لفظه : (محمد بطن من الجعافرة أقام بمصر وغلب هذا الأسم على بني محمد بن علي عبد الله بن جعفر) انتهى فإذا ثبت بكلام ابن خلدون هذا وكلام عمر رضا كحاله أن طائفة من بني جعفر الطيار نزلوا الصعيد وكان بنو هلال مروا بتلك البلاد حين قدومهم إلى إفرقية الشمالية والصحراء فلا مانع من أن يكونوا جاؤوا في عدادهم كأحلاف لهم ولا يكون ذلك نصا في أنهم منهم ولا من عرب اليمن . وقد ألف صاحب الأستقصاء في نسبهم كتابا خاصا سماه طلعة المشتري في تحقيق النسب الجعفري ) طبع بالمغرب وعلى كتابه هذا اعتمد الفقيه محمدالمختار ابن الفقيه محمد يحيى الولاتي فقال ما لفظه المراد منه : كلام ابن خلدون كله ساقط من أمور : وهي
أحدهما أن قوله أنهم دخلوا المغرب في عدد قليل ) نعم وذلك يدل على أنهم من بني جعفر الطيار وهو أنسب من كونهم من بني الحارث بن كعب لأن الجعفريين نقلتهم من الحجاز الحرب التي وقعت بينهم مع العلويين أبناء الحسن والحسين وأمير الجعفريين جعفر بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر . وانتقل الجعفريون من مكة والمدينة إلى صعيد مصر ومنه انتقلوا مع الهلاليين إلى المغرب . وأما بنو الحارث بن كعب فمجرى العادة التي يعتد بها غالبا فإنهم في غاية الكثرة والقوة والرئاسة في اليمن ، حتى كان يقال لهم (( جمرة العرب )) وحسبك أنهم أخوال الخلفاء العباسيين ومنهم ملوك بني المدان الذين يضرب بهم المثل في العز والإباء فكيف تنفصل طائفة منهم عن وطنها وتدخل في عداد بني هلال الأجانب هذا مما تأباه العادة .
الثاني :
قوله إنهم التفت عليهم قبائل كثيرة فكثروا بها فذلك دليل على أنهم من آل البيت لما علم من عادة الناس في الألتفاف بآل البيت ولو كانوا شرذمة قليلة من بني الحارث بن كعب عرب اليمن لم ينضم إليهم وهؤلاء بنو معقل المنتسبون إلى جعفر بن أبي طالب يعرفون الدخيل فيهم من الأصيل إلى الآن .
الثالث :
إنهم ينتسبون إلى جعفر بن أبي طالب ومازلوا على ذلك إلى الآن يعرفه الصغير والكبير منهم .
الرابع :
قوله إن الهاشميين والطالبيين لم يكونوا أهل بادية ونجعة وهل الحرب التي كانت بين بني جعفر وأبناء الحسن و الحسين إلا وهم على حالة البداوة والنجعة ؟ وهل كانت نقلتهم إلى صعيد مصر وإقامتهم بها إلى حال البداوة وقد ذكر هو من نفسه ذلك وقال : ( ماتكلم النسابيين على هؤلاء إلا ذكر أنهم أهل بادية ونجعة وذلك في المائة الثانية فما بعدها )
الخامسة :
أن معقلا الذي هو من ذرية جعفر ابي طالب _بفتح الميم وكسرالقاف بوزن مسجد _ ومعقل الذي في بني الحارث بن كعب بضم الميم وفتح العين وكسر القاف مشددة بوزن معظم ( أنظر القاموس) وأين هذا من ذلك .... إلى أن قال وحيث كانوا ينتسبون قديما وحديثا إلى جعفر بن أبي طالب وقامت القرائن القوية على صدقهم ، وعرفنا كيفية تدرج أحوالهم من انتقالهم من الحجاز إلى صعيد مصر ، ثم منه إلى صحراء المغرب الأقصى ، وعرفنا السبب في ذلك ونقله الأئمة الإثبات حرم علينا أن ننفيهم من نسبهم بلا دليل شرعي لأن سوء الظن بالمسلم حرام . هذا وقد قامت قرائن تدل على صحة نسب بني معقل إلى جعفر بن أبي طالب منها أن ابن خلدون لما فرغ من بني معقل ذكر من جملتهم بني الهراج _ بالراء لا الدال ولا الزاي على الصحيح _ والثعالبة وهؤلاء البطون الثلاث نص غيره على أنهم جعافرة صرحاء .. أما بنو الهراج فقد ذكرهم الأزرقاني بأنهم من ذرية على الزينبي بن عبد الله بن جعفر وقد ذكر ابن جزي صاحب االتفسير من ذريته الأمير أبا كلاب وذريته بدرعة كثيرون منهم ولي الله تعالى القطب الشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي . وقد ذكر غير واحد من العلماء أن الثعالبة جعافرة صرحاء وممن ذكرهم من بطون جعفر الإمام الحسين السمرقندي في تحفة الطالب ومنهم أبو مهدي الثعالبي نزيل مكة وعرفه الإمام العياشي في رحلته بأنه من ذرية جعفر بن أبي طالب وكل من عرف الشيخ أبي مهدي هذا نسبه إلى الجعفريين كما في خلاصة الأثر والقادري في نشر المثاني ، والأفراني في الصفوة ، وأبي عبد الله السناوي وغيرهم فلم يبق ريب أن الثعالبة الذين هم أحد بطون بني معقل جعفريون وأما الشبانات فقد عرفهم ابن خلدون أنهم إخوة الثعالبة وبفاس وأعمالهم فرقة يقال الشرفاء الثعالبة مشتهرين بهذا الأسم وهم من جلمة الأربيعين قبيلة الشرفاء المشهورين بفاس .
وممن ينسب إلى معقل من أشراف العرب العالم الكبير عبد القادر بن العربي بو اخريص كما نقله وثبت عنده قاضي رباط الفتح في زمنه الشيخ سيدي محمد العربي القسطيني الحسني لما ثبت عنده أن أبناء كامل النازلين بسجلماسمة الذين منهم الفقيه الإمام عبد القادر بو اخريص هم من ذرية معقل المنسوب إلى جعفر . وكتب على ظهره أيضا فتوى الشريف العلامة نقيب فاس أبي الربيع سليمان بن محمد الحوات وأطال في كتبه وكتب بعده أيضا عبد السلام بن بو زيد الأزمني الحسني وعبد ربه محمد بن أحمد الحاج الرهوني وفقه الله . وبعده أيضا ما نصه : ( الحمد الله صحيح ما سطر أعلاه وكتب عبد ربه محمد بن عبد الصادق بن ربيون الحسني العلمي لطف الله به )
منتديات بني حسان من آل جعفر الطيار
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق